جالت "النشرة" في بلدة بيت جن في ريف دمشق الجنوبي بعد ان عاد مؤخرا أكثر من 500 عائلة مهجرة إلى منازلها في مزرعة بيت جن وقرية بيت جن وإعادة الجيش السوري الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى المنطقة، ويأتي ذلك استكمالاً لتنفيذ اتفاق تم التوصل إليه بإخراج المسلحين الراغبين بالخروج وتسوية أوضاع المتبقين وذلك بعد الانتهاء من الترتيبات اللازمة واستلام السلاح الثقيل والمتوسط، ودخول وحدات الجيش إلى المنطقة، وتمشيطها وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة في سلسلة تلال بردعيا وتل مروان ومغر المير والتلول الحمــر شرق قرية حضــر تمهيدا لعودة الأهالي الى منازلهم، ويشار الى أن عدد سكان مزرعة بيت جن وقرية بيت جن يبلغ أكثر من 20 ألف نسمة تم تهجير أغلبيتهم عقب سيطرة جبهة "النصرة" على قرى وبلدات محافظتي دمشق وريفها منذ أكثر من ست سنوات.
يذكر أن الجيش السوري شن عملية عسكرية واسعة على مواقع جبهة النصرة في ريف دمشق الجنوبي الغربي أواخر العام الماضي افضت في الـ 29 من كانون الأول 2017 إلى اتفاق أدى لخروج عشرات المسلحين مع من يرغب من عائلاتهم باتجاه محافظتي إدلب ودرعا، فيما قام مسلحون آخرون بتسوية اواضعهم وسلموا أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري بناء على الاتفاق وكانت المنطقة قد خضعت منذ حزيران 2013 لسيطرة "الجيش الحر" بعد السيطرة على حواجز الجيش السوري المحيطة بها.
وكانت بيت جن تعتبر من أبرز مواقع المسلحين الاستراتيجية في الريف الجنوبي الغربي لمحافظة دمشق فبعد السيطرة عليها يكون قد انتهى آخر نفوذ للمسلحين في ريف دمشق الغربي، وذلك بعد أشهر من السيطرة على مناطق محيطة بها خان الشيخ، زاكية، كناكر ليمهد الطريق لفتح جبهات منطقة مثلث الموت من جديد، وصولًا للتوغل في عمق مناطق المعارضة المسلحة في ريف درعا الغربي.
وتقع بيت جن على الخاصرة الشرقية لجبل الشيخ، وتتميز بموقع استراتيجي مهم، إذ تقع بين تلال جبل الشيخ المطلّ على قرية شبعا اللبنانية وتعتبر نقطة وصل بين العديد من الطرقات والتي تحولت إلى منفذ رئيسي لفصائل الجيش الحر بعد السيطرة عليها كما تصل ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة الشمالي، وتأتي أهميتها الرئيسية من أنها كانت آخر النقاط القريبة بيد الفصائل المسلحة من لبنان وكانت تعتبر في بداية سنوات الحرب ممر لتهريب الأسلحة والإمدادت من الجانب اللبناني إلى مناطق سيطرة المسلحين في الغوطة الشرقية ومدن الغوطة الغربية بينها كناكر، خان الشيح، زاكية وبعد السيطرة عليها تمت السيطرة على هذا الطريق ومنع تهريب الاسلحة من الجانب اللبناني الى الجانب السوري اضافة لأهمية التلول الحمر التي هي عبارة عن ثلاث تلال استراتيجية تطل على بلدة حضر من الجهة الشرقية.
ومن جانب أخر، كانت تعد بيت جن الأكثر جذبًا للسائحين في السنوات التي سبقت الازمة السورية 2011 وتحوّلت إلى مقصد صيفي كونها تتميز باعتدال مناخها وميله إلى البرودة في الصيف كما توجد فيها خرب قديمة ومزارات ومغاور طبيعية، ومعظم مساكنها حديثة إسمنتية تنتشر على سفح الجبل وتتوسع باتجاه الشمال والجنوب.